- الأخبار الأثرية
-
.jpg?1766940759)
حقوق الصورة: Saqib Qayyum, via Wikimedia Commons
جفاف طويل الأمد أنهى حضارة وادي السند
كشفت دراسة جديدة أن سلسلة من فترات الجفاف الشديد التي استمرت لعقود، كانت عاملاً رئيسياً في انهيار حضارة وادي السند، إحدى أقدم الحضارات في العالم.
ازدهرت حضارة وادي السند بين 5,000 و3,500 سنة، في مناطق تمتد بين الهند وباكستان اليوم. وقد تميّزت بمدن مخططة مثل هارابا وموهينجو دارو، وأنظمة متقدمة لإدارة المياه، وتجارة بعيدة المدى، إضافة إلى كتابة لم تُفك رموزها بعد.
لطالما اختلف العلماء حول أسباب انهيار هذه الحضارة. وتشير الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة Communications Earth & Environment، إلى أن فترات متكررة من الجفاف، تجاوزت 85 عاماً لكل موجة، تسببت في تدهور الأنهار، وإضعاف الرياح الموسمية، ودفع السكان إلى الهجرة نحو مناطق أخرى بحثاً عن المياه.
ويبدو أن موجة جفاف كبرى استمرت نحو قرن قبل 3,500 عام تزامنت مع انهيار المراكز الحضرية الكبرى وتركّز السكان في مستوطنات صغيرة.
اعتمد الباحثون على ثلاث نماذج عالمية لمحاكاة المناخ بين 5,000 و3,000 سنة مضت، وجميعها أظهرت الانخفاض نفسه في كمية الأمطار ووجود موجات جفاف طويلة. ثم استخدموا هذه البيانات لإعادة بناء الأنهار القديمة ومصادر المياه، ومقارنتها بالأدلة الأثرية التي توضح تغيّر مواقع الاستيطان عبر الزمن.
وتتوافق النتائج مع دراسات سابقة حول الكهوف والرسوبيات التي تشير إلى فترات جفاف طويلة.
وأشاد خبراء مستقلون بالدراسة، مؤكدين أن فهم تأثير تغيّر المناخ على الحضارات القديمة يساهم في تفسير كيفية تغيّر المجتمعات البشرية تحت الضغط البيئي.
تاريخ النشر: 27-11-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: Live Science