- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: State Information Service (Egypt)
اكتشاف بقايا معبد للشمس يعود إلى الأسرة الخامسة قرب القاهرة
كشفت بعثة أثرية عاملة في منطقة أبو غراب جنوب القاهرة عن بقايا واسعة لمعبد الوادي المرتبط بالمجمعات الشمسية للملك ني أوسر رع من الأسرة الخامسة، أحد أبرز ملوك عصر الدولة القديمة.
يقع الموقع بين سقارة والجيزة ضمن جبانة منف، وقد أسفرت الحفريات عن الكشف عن أكثر من نصف مساحة المعبد التي تتجاوز ألف متر مربع، ما يجعله من أكبر معابد الوادي المعروفة من هذه الفترة. ويتميز المعبد بتخطيط معماري فريد يختلف عن غيره من المنشآت الملكية المعاصرة له.
تمكن الباحثون من العثور على المدخل الرئيسي للمعبد مدفوناً تحت طبقة سميكة من الطمي النيلي، إضافة إلى أرضيته الأصلية المصنوعة من الحجر الجيري. كما عُثر على قواعد أعمدة وعناصر معمارية من الغرانيت يُرجح أنها كانت جزءاً من رواق المدخل، إلى جانب كسوة جدارية حجرية وعتبات وأبواب محفوظة في مواقعها الأصلية.
وكانت مواسم سابقة من التنقيب قد كشفت عن بوابة محفوظة بشكل جيد يتبعها سلّم داخلي يؤدي إلى سطح المبنى، ما يشير إلى وجود مدخل ثانوي. وخلال الموسم الحالي، جرى اكتشاف منحدر يُعتقد أنه كان يربط المعبد بنهر النيل أو بأحد فروعه القديمة، وفق نمط معماري معروف في معابد الأسرة الخامسة.
ومن بين اللقى المميزة، عُثر على قطع خشبية من لعبة السنت المصرية القديمة، إضافة إلى قطع وكسرات من الحجر الجيري المنقوش، وأيضاً عتبة حجرية كبيرة تحمل نصوصاً هيروغليفية تتضمن اسم الملك وإشارات إلى أعياد وشعائر دينية كانت تُقام في المعبد.
كما وكشفت الحفريات عن كميات كبيرة من الفخار تعود إلى أواخر الدولة القديمة وبدايات الدولة الوسطى. وتشير الدراسات الأولية إلى أن المعبد أُعيد استخدامه كمستوطنـة سكنية صغيرة خلال عصر الانتقال الأول، ما يوفّر مصدراً مهماً لفهم الحياة اليومية في منطقة منف خلال فترة تاريخية قليلة التوثيق.
ومن المقرر أن تتواصل أعمال التنقيب في المواسم القادمة للكشف عن مزيد من عناصر هذا الموقع المهم وتعزيز المعرفة بتاريخ المعابد الشمسية وتطورها في مصر القديمة.
تاريخ النشر: 13-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية