- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: ULAS
فسيفساء روتلاند تكشف رواية مفقودة من حرب طروادة في بريطانيا الرومانية
أظهرت دراسة جديدة أنّ الفسيفساء الرومانية الشهيرة المكتشفة في روتلاند لا تستند إلى مشاهد الإلياذة كما اعتُقد سابقاً، بل تعكس رواية “مفقودة” من حرب طروادة كتبها المسرحي الإغريقي إسخيلوس.
لقد اكتُشفت فسيفساء كيتون عام 2020 خلال الإغلاق بسبب كوفيد 19، قبل أن تُجرى عليها حفريات واسعة من قِبل جامعة ليستر، حيث تم تصنيف الموقع لاحقاً كنصب أثري ذي أهمية وطنية استثنائية.
تُظهر الفسيفساء ثلاثة مشاهد درامية بين أخيل والأمير هيكتور: مبارزتهما، جرّ جثة هيكتور، ثم مشهد فدائه بالذهب أمام الملك بريام. ورغم أن هذه القصص معروفة من الإلياذة، فإن التفاصيل الموجودة في الفسيفساء تتوافق أكثر مع مسرحية إسخيلوس "الفريجيون" التي ضاعت عبر التاريخ.
وتوضح الدكتورة جين ماسّيليا، الباحثة الرئيسية، أن تصميم الفسيفساء يدمج أيضاً زخارف فنية متداولة في البحر المتوسط منذ قرون. فقد اعتمد الحرفيون الرومان في بريطانيا على نماذج شوهدت في فخار يوناني قديم، وأوانٍ فضية، وعملات من اليونان وتركيا وبلاد الغال، ما يشير إلى ارتباطهم بشبكة فنية واسعة عبر الإمبراطورية.
وتُعيد هذه النتائج تشكيل صورتنا عن بريطانيا الرومانية، موضحة أنها كانت أكثر انخراطاً في الثقافة الكلاسيكية مما كان يُظن. وأشار جيم إيرفاين، مكتشف الفسيفساء، إلى أن البحث الجديد يكشف مستوى من التفاعل الثقافي “لم نكن ندركه من قبل”.
وتواصل مؤسسة التراث الإنكليزي وفريق الحفريات العمل في الموقع، بينما يرى الخبراء أنّ الفسيفساء تقدّم مثالاً نادراً على كيفية انتقال أساطير العالم القديم عبر النصوص والصور التي تناقلها الفنانون عبر الأجيال.
تاريخ النشر: 05-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: University of Leicester