- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Rosendahl, Wikimedia Commons
بحث جديد يعيد تفسير بدايات الحكومات البشرية
تكشف دراسة حديثة أن ظهور أولى الدول قبل نحو 5,000 عام لم يكن نتيجة الزراعة بشكل عام، بل نتيجة زراعة الحبوب مثل القمح والشعير والأرز والذرة على وجه الخصوص، وهي محاصيل يمكن تخزينها بسهولة وفرض الضرائب عليها.
رغم أن الزراعة بدأت قبل 9,000 سنة، فإن الدول لم تظهر إلا بعد ذلك بآلاف السنين، وهو ما حيّر الباحثين لفترة طويلة. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الدولة لم تتشكل إلا في المجتمعات التي اعتمدت على زراعة الحبوب، لأنها تنضج في وقت محدد، وتنمو فوق سطح الأرض، ويمكن جبايتها، مما منح الحكّام قدرة على فرض الضرائب، وبناء مؤسسات وقوانين ذات صلة. ويُعتقد أن الكتابة تم اختراعها أساساً لتسجيل تلك الضرائب.
وباستخدام بيانات ثقافية عالمية ونموذج رياضي، وجد الباحثون أن الزراعة المكثفة، كالتي اعتمدت على الري، كانت في كثير من الأحيان نتيجة لظهور الدولة، لا سبباً لها. بينما كانت زراعة الحبوب مؤشراً واضحاً على نشوء الدول لاحقاً.
وتوضح الدراسة أن المحاصيل التي يصعب فرض الضرائب عليها، مثل الخضروات والفواكه والجذور، تراجعت بعد ظهور الدولة، لأن الحكّام فضّلوا نظم إنتاج يمكن قياسها والتحكم فيها.
وترى الدراسة أن تطور وسائل المعلومات، من الكتابة إلى الطباعة ووصولاً إلى التكنولوجيا الرقمية، كان دائماً قوة تغيّر شكل الدول. واليوم يكرر التاريخ نفسه، حيث تؤثر العولمة والذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية وتغير المناخ في وظيفة الدولة الحديثة بالطريقة نفسها التي أثّرت بها العوامل القديمة في نشوء أولى الدول.
وبحسب الباحثين، فإن التحديات التي تواجه الدول اليوم هي امتداد لضغوط قديمة عرفتها أولى المجتمعات السياسية في التاريخ.
تاريخ النشر: 25-11-2025
المصدر: The Conversation