- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: S.moeller, via Wikimedia Commons
اكتشاف جدار حجري غارق قبالة الساحل الفرنسي
اكتشف علماء مختصون بالآثار البحرية جداراً حجرياً ضخماً مغموراً بالمياه قبالة سواحل إقليم بريتاني غرب فرنسا، حيث يعود تاريخه إلى نحو 5800 قبل الميلاد، ما يجعله من أقدم المنشآت الحجرية الكبرى المعروفة تحت سطح البحر في أوروبا.
يمتد الجدار لمسافة تقارب 120 متراً، وهو يقع اليوم على عمق نحو تسعة أمتار تحت مستوى سطح البحر. وتشير الدراسات إلى أنه شُيّد في الأصل على خط الساحل القديم لجزيرة إيل دو سان، في منطقة كانت تقع بين حدود المد والجزر قبل أن تغمرها المياه نتيجة ارتفاع مستوى البحر.
ويرجّح الباحثون أن الجدار استُخدم إما كمصيدة للأسماك أو كحاجز لحماية المنطقة من تقدّم مياه البحر. كما وأشاروا إلى أن عرضه يصل إلى نحو 20 متراً وارتفاعه قرابة مترين، وهو يضم صفوفاً من حجارة الغرانيت أُحيطت بأحجار أصغر رُصفت بعناية. وقد تكون هذه الحجارة في الماضي عبارة عن دعامات للحواجز الخشبية المخصصة لاصطياد الأسماك مع انحسار المد.
ويُقدَّر وزن الجدار بأكثر من 3000 طن، ما يدل على وجود مجتمع منظم ومستقر في عصور ما قبل التاريخ، قادر على تنفيذ أعمال بناء بهذا الحجم. كما تشير تقنيات البناء إلى تشابه مع التقاليد الحجرية في الفترات اللاحقة من العصر الحجري الحديث، ما يفتح الباب أمام احتمال انتقال المعرفة بين جماعات الصيادين وجماعات المزارعين الأوائل.
وقد جرى اكتشاف الموقع باستخدام تقنيات حديثة لرسم خرائط قاع البحر، ثم أسهمت عمليات الغوص بتوثيق الجدار بشكل دقيق. ويرى الباحثون أن مثل هذه المواقع الغارقة ربما لعبت دوراً في نشوء الأساطير المحلية حول المدن الغارقة، ةهي بذلك تعكس ذكريات جماعية عن أراضٍ فقدها البشر مع تغيّر المناخ وارتفاع منسوب البحار قبل آلاف السنين.
تاريخ النشر: 12-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: BBC