- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Liam McBurney/PA
إعادة تنظيم عشرات الآلاف من اللقى الأثرية في أيرلندا الشمالية
تشهد أيرلندا الشمالية عملية واسعة لإعادة فهرسة وتغليف عشرات الآلاف من اللقى الأثرية، وذلك في خطوة تهدف إلى تحسين طريقة حفظها وضمان استخدامها البحثي على المدى الطويل. وتُنفذ هذه الأعمال في مستودع أثري مركزي مُجهز بأنظمة تحكم مناخي في مقاطعة أنترم، بعد أن تمت توسعته مؤخراً لمضاعفة طاقته الاستيعابية.
ويضم المستودع مواد أثرية جُمعت من مواقع تنقيب متعددة في أنحاء أيرلندا الشمالية، واللافت أن معظمها لم يُعرض للجمهور من قبل. حيث تشمل هذه المجموعات قطعاً نادرة، مثل رؤوس رماح حجرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، إضافة إلى قارب خشبي يعود إلى نحو 4000 عام عُثر عليه قرب نهر بان.
لقد اكتشفت العديد من هذه القطع الأثرية منذ عقود، وفي فترات تاريخية لم تكن فيها معايير التوثيق والحفظ مماثلة للمعايير الحديثة. لذلك يعمل المتخصصون اليوم على تحسين طرق تخزين هذه المجموعات، من خلال تحديث التغليف والفهرسة وظروف الحفظ، وبما ينسجم مع المتطلبات المعاصرة لصون التراث.
وتنص الإرشادات الجديدة التي أُقرت هذا العام على أن جميع اللقى الأثرية الناتجة عن عمليات التنقيب اعتباراً من عام 2025 يجب أن تستوفي معايير محددة قبل إدخالها في الأرشيف الدائم. أما المواد الأقدم، فيجري العمل على رفع مستوى حفظها قدر الإمكان ضمن المشروع الحالي.
ويُتاح هذا المستودع الغني للباحثين المعتمدين من مختلف أنحاء العالم، حيث يمكنهم التقدم بطلبات لدراسة المواد الأثرية وإجراء تحاليل علمية محددة، بما في ذلك تقنيات التأريخ. ويجري تنسيق أعمال الفهرسة مع احتياجات البحث العلمي، لإعطاء الأولوية للقطع ذات الأهمية البحثية الحالية.
وبشكل عام تبرز هذه المبادرة الدور الحيوي للأرشيفات الأثرية بوصفها مصادر نشطة للمعرفة، وليس مجرد مخازن للقطع. فمن خلال تحسين طرق الحفظ وإتاحة الوصول لتلك القطع، فإن تلك الجهود ستسهم في تعميق الفهم العلمي لتاريخ المجتمعات التي عاشت على هذه الجزيرة عبر آلاف السنين.
تاريخ النشر: 28-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: The Independent