- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Helen Farr and Erich Fisher
دراسة تربط استيطان أستراليا وغينيا الجديدة بطريقين قديمين
تشير دراسة علمية حديثة إلى أن أسلاف السكان الأصليين في أستراليا وغينيا الجديدة ينحدرون من مجموعتين بشريتين وصلتا إلى القارة القديمة المعروفة باسم «ساهول» قبل نحو 60 ألف عام.
حيث أشارت الدراسة إلى أن مستويات البحر خلال العصر الجليدي الأخير كانت منخفضة، ما جعل أستراليا وغينيا الجديدة جزءاً من كتلة برية واحدة. ومما يزيد من أهمية هذه الدراسة المنشورة في مجلة Science Advances هو أنها تقدم نموذجاً أكثر وضوحاً يعتمد على بيانات وراثية وأثرية وبيئية مجتمعة، في وقت يعتبر فيه توقيت وصول الإنسان الحديث إلى هذه المنطقة والمسارات التي سلكها موضوعاً خاضعاً للنقاش بين العديد من الباحثين والمختصين.
وتفصيلاً، فقد اعتمد الباحثون على تحليل نحو 2500 من سلاسل الحمض النووي الميتوكوندري، وهو حمض نووي يتم توريثه حصرياً عبر الأم من خلال البويضة، ما سمح لهم بتتبع تاريخ الجماعات البشرية بدقة زمنية نسبية. وأظهرت النتائج أن أقدم السلالات الخاصة بسكان أستراليا وغينيا الجديدة تعود إلى حوالي 60 ألف عام.
كما أشارت أيضاً إلى وجود مسارين بحريين رئيسيين للهجرة من جنوب شرق آسيا. أحدهما قادم من المناطق الشمالية، والآخر من المناطق الجنوبية. ويبدو أن المجموعتين وصلتا في فترة زمنية متقاربة، حيث انتشرت إحدى السلالات في أستراليا وغينيا الجديدة معاً، بينما بقيت الأخرى محصورة إلى حد كبير في جنوب أستراليا.
وتدعم هذه النتائج ما يُعرف بـ«التسلسل الزمني الطويل» لاستيطان ساهول، وهي تتوافق أيضاً مع الأدلة الأثرية والأحفورية التي تؤكد وجود الإنسان الحديث في جنوب شرق آسيا وأستراليا منذ ما لا يقل عن 60 ألف عام. وعلى الرغم من أن الدراسة تستند إلى تحليل الحمض النووي الحديث وليس القديم (بسبب ندرة حفظ الحمض النووي في البيئات الاستوائية)، فإنها تقدم إطاراً متماسكاً يتوافق مع مختلف الدلائل العلمية.
وتُبرز هذه النتائج الدور المبكر لقدرة البشر على التنقل عبر البحار، كما تؤكد عمق الجذور التاريخية لوجود الإنسان في أستراليا وغينيا الجديدة منذ عصور سحيقة.
تاريخ النشر: 25-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: Phys.org