- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Elvira Nimmee, CC BY-SA 2.0, via Wikimedia Commons
كيف عاش سكان موتييا ديل أثوير قبل 4000 عام
تقدّم الأبحاث الأثرية في موقع موتييا ديل أثوير وسط إسبانيا صورة دقيقة عن الغذاء والحياة اليومية لأحد مجتمعات العصر البرونزي التي عاشت قبل نحو أربعة آلاف عام. حيث إنه ومن خلال تحليل آلاف العظام الحيوانية المكتشفة في الموقع، أعاد الباحثون بناء النظام الغذائي الذي أظهر تكيفاً لافتاً مع البيئة التي كانت تزداد جفافاً بمرور الوقت.
يقع الموقع في سهل مفتوح قرب مدينة دايمييل الحالية، وهو يتميّز بوجود تحصين حجري وبئر عميقة يتجاوز عمقها 16 متراً، ما يعكس الأهمية الحيوية لإدارة المياه في تلك الفترة. وتركز الدراسة الحالية على مرحلة سكنية تعود إلى ما بين نحو 1950 و1875 قبل الميلاد، وهي فترة شهدت ضغطاً مناخياً ونمواً سكانياً.
وقد أظهر تحليل أكثر من 9000 قطعة عظمية أن الحيوانات الداجنة شكّلت أساس الغذاء. فقد كانت الأغنام والماعز الأكثر استهلاكاً، تليها الخنازير ثم الأبقار. حيث إن هذا الترتيب يعكس قدرة الأغنام والماعز على التكيّف مع البيئات الجافة وحاجتها المحدودة للمياه مقارنة بالحيوانات الأكبر حجماً.
كما ساهم الصيد أيضاً في النظام الغذائي، ولكن بشكل محدود. فقد شكّلت الأرانب المصدر الرئيسي للحوم البرية، في حين كانت بقايا الحيوانات الكبيرة مثل الغزلان نادرة جداً، ما يشير إلى طبيعة البيئة المفتوحة والجافة المحيطة بالمستوطنة.
وتكشف آثار القطع والكسور والحرق على العظام عن ممارسات الذبح والطهي. فقد جرى تقطيع اللحوم بأدوات حجرية، وكُسرت العظام لاستخراج النخاع، كما تظهر على العديد منها آثار تعرضها للنار، وهو ما يدل على وجود أساليب طهي يومية. وتشير أعمار الحيوانات عند ذبحها إلى أن الخنازير كانت تُذبح في سن مبكرة، بينما استُخدمت الأغنام والماعز أساساً لإنتاج اللحم.
وعموماً، تُظهر هذه النتائج نموذجاً اقتصادياً قائماً على التخطيط والتكيّف، لأنه يجمع بين الزراعة وتربية الماشية والصيد بطريقة تقلل من المخاطر وتستجيب للظروف المناخية الصعبة والمتغيرة. وهكذا فإن موقع موتييا ديل أثوير يعتبر مثالاً واضحاً على مرونة المجتمعات في العصر البرونزي، لاسيما في منطقة لا مانتشا، حيث كان الغذاء جزءاً أساسياً من استراتيجيات البقاء والتنظيم الاجتماعي.
تاريخ النشر: 24-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: LBV Magazine