- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Public domain, via Wikimedia Commons
العثور على قارب ملكي من مصر القديمة قبالة ساحل الإسكندرية
كشف علماء الآثار قبالة ساحل الإسكندرية عن قارب ترفيهي ملكي يعود إلى مصر القديمة، وذلك في اكتشاف استثنائي يطابق الأوصاف التي دوّنها المؤرخ اليوناني سترابو قبل نحو ألفي عام. وقد عُثر على القارب قرب جزيرة أنتيرودس الغارقة داخل الميناء الكبير (Portus Magnus) لمدينة الإسكندرية القديمة.
يرجع تاريخ القارب إلى النصف الأول من القرن الأول الميلادي، ويبلغ طوله نحو 35 متراً. وقد بُني ليستوعب جناحاً مركزياً وحجرة مزخرفة، ما يشير إلى أنه كان مخصّصاً للرحلات الترفيهية الخاصة بالأسرة الملكية والنخبة. سترابو وصف هذه القوارب بأنها كانت تمتلئ بالاحتفالات والموسيقى والرقص طوال الليل أثناء التنقل عبر قنوات الإسكندرية.
أُجري التنقيب بواسطة المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء (IEASM) بقيادة عالم الآثار البحري فرانك غوديو، الذي قال إن الاكتشاف “الأول من نوعه” في مصر، رغم أن هذا النوع من القوارب يظهر في أعمال فنية قديمة مثل فسيفساء بالسترينا.
تكشف الأخشاب المحفوظة عن مقدّمة مسطّحة ومؤخرة مستديرة مصمّمة للمياه الضحلة، وربما احتاج القارب لأكثر من 20 مجدّفاً. وقد وُجد القارب على عمق 7 أمتار فقط وتحت 1.5 متر من الرواسب، ما جعل بنيته غير المألوفة توحي في البداية بوجود سفينتين فوق بعضهما.
يقع الحطام على بُعد أقل من 50 متراً من معبد إيزيس، الذي يعمل غوديو على كشفه أيضاً. ويُحتمل أن يكون القارب قد غرق أثناء تدمير المعبد نحو عام 50 ميلادية عندما أدّت الزلازل والأمواج العاتية إلى غرق أجزاء واسعة من الميناء القديم. كما يُحتمل أن القارب كان ذو طابع مرتبط بالطقوس حيث كان يُستخدم في الاحتفالات المرتبطة بالإلهة إيزيس.
وقد عُثر أيضاً على نقوش يونانية على أحد عناصر القارب، وما زالت قيد الدراسة.
يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف سيوفر رؤية جديدة حول الحياة، والطقوس الدينية، ورفاهية النخبة في مصر الرومانية. وعلى الرغم من الاكتشافات الكبرى السابقة، مثل مدينتي ثونيس-هيراكليون وكانوبوس الغارقتين، فإن جزءاً صغيراً فقط من المنطقة قد جرى استكشافه حتى الآن.
وسيُترك الحطام في موقعه تحت الماء التزاماً بتوصيات اليونسكو لضمان أفضل ظروف للحفظ والدراسة المستقبلية.
تاريخ النشر: 08-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: The Guardian