- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Lee Wilkes/Queensland Museum
موقع صخري يحفظ 1700 عام من حرفة الخيوط
في أعماق منطقة كوينكان النائية في شبه جزيرة كيب يورك شمال شرقي أستراليا، كشف علماء الآثار عن موقع استثنائي يحفظ أكثر من 1700 عام من تقاليد صناعة الخيوط لدى السكان الأصليين. يقع الملجأ الصخري المعروف باسم “ويندميل واي” في منطقة وعرة لا يصل إليها سوى حراس التقاليد من شعب كوكو وارا، عبر طرق ترابية ومسارات جبلية بعيدة عن مظاهر الحضارة الحديثة. وقد وفّرت ظروفه الجافة والمحمية بيئة نادرة مكّنت من بقاء المواد العضوية والتي لا تصمد عادة عبر الزمن.
أُجريت حفريات الموقع في عام 2022، وكشفت عن أكثر من 500 قطعة من الخيوط وأدوات مصنوعة منها باستخدام ألياف نباتية. ورغم أن استخدام السكان الأصليين للموقع استمر حتى أواخر القرن التاسع عشر، أظهرت نتائج التأريخ بالكربون المشع أن أقدم القطع تعود إلى نحو 1700 عام، بينما تعود بقايا حرائق قديمة إلى أكثر من 2000 عام. وتمثل هذه المكتشفات سلسلة زمنية طويلة انتهت مع موجة الاستعمار والمرض وسياسات المستوطنين التي أدت إلى تدمير المجتمعات المحلية في أواخر القرن التاسع عشر.
ورغم تقطع معظم القطع بمرور الزمن، تمكن الباحثون من تحديد هوياتها بمقارنتها بقطع من المنطقة ذاتها محفوظة في متحف كوينزلاند. فقد تبين أن العديد منها يعود إلى حقائب “ديلي باغ” التقليدية الاسترالية المنسوجة من ألياف نباتية والتي استخدمت لحمل الأغراض، بينما تنتمي قطع أخرى إلى شباك قد استُخدمت لصيد الطيور وربما الأسماك. كما ظهرت أجزاء نادرة من أحزمة خيطية ذات شرّابات كانت تُستخدم في المراسم أو كأغطية للعورة، إضافة إلى شظايا يُعتقد أنها من عقود الحداد التقليدية. ووجد الباحثون أيضاً لفائف من اللحاء المحضّر، ما يشير إلى أن الموقع كان ورشة حقيقية لصناعة الخيوط.
وتكمل الرسومات الصخرية الموجودة على جدران الملجأ هذه القصة، حيث تظهر حقائب، وأحزمة، وخيوط حداد، وعصابات رأس، جميعها على الطراز المميز بألوانه الزاهية وخطوطه البيضاء. تجمع هذه اللوحات بين الماضي البعيد والأدوات المحفوظة في الأرض، مما يعكس استمرارية مذهلة في الممارسات الحرفية استمرت قروناً لا تُحصى.
ومع توسع حماية شبه جزيرة كيب يورك وتحضيرها للترشيح كموقع تراث عالمي، يقدم موقع ويندميل واي دليلاً حياً على الأهمية الثقافية العميقة للمنطقة وعلى صمود المعرفة الأصلية عبر آلاف السنين.
تاريخ النشر: 20-11-2025
المصدر: The Conversation