- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Network Archaeology
اكتشاف مزيد من الرفات في موقع من العصور الوسطى في إنجلترا
كشف علماء الآثار عن المزيد من الرفات البشرية في موقع دفن يعود إلى العصور الوسطى، حيث يُعتقد أنه كان يستخدم لدفن الأشخاص بعد إعدامهم، ما يوفر معطيات جديدة مهمة حول هذا النوع النادر من المقابر.
ويقع الموقع في مزرعة ويست إند قرب بلدة باكنغهام في جنوب إنجلترا، وقد جرى التعرف عليه لأول مرة عام 2018 خلال أعمال أثرية سبقت تنفيذ مشروع تطوير عمراني. وفي حين سُجّل آنذاك نحو 40 فرداً، إلا أن الدراسات الحديثة العثور على ما لا يقل عن 73 شخصاً مدفونين في 34 قبراً، ويعود تاريخهم إلى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي أو قبل ذلك.
واللافت في الموقع عدم وجود تخطيط منتظم للدفن، رغم أن معظم الجثث وُضعت باتجاه شرق–غرب. وقد أشار الباحثون إلى أن أبرز السمات الأثرية للموقع هي العثور على عدد كبير من الأفراد وقد دُفنوا وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، وهو مؤشر قوي على أن الموقع كان مقبرة مخصصة للذين يتم إعدامهم. وبشكل عام، تُعد مثل هذه المقابر من المواقع النادرة جداً، حيث إنها غالباً ما كانت تُقام على أطراف القرى أو عند حدود الأبرشيات.
وقد أشارت التحاليل العظمية إلى أن المدفونين كانوا في الغالب من الذكور البالغين، مع وجود بعض المراهقين والأحداث، في حين لم تُسجَّل أي رفات لنساء. كما أظهرت الفحوصات دلائل على وجود معاناة جسدية في مرحلة الطفولة، وكسور ملتئمة، وأمراض مختلفة، ما يعكس ظروف حياة قاسية عاشها بعض أفراد المجتمع في تلك الفترة.
إضافة إلى ذلك، عُثر في الموقع على عدد محدود جداً من اللقى الأثرية، ما يرجّح أن المتعلقات الشخصية أُزيلت قبل الدفن. حيث تشمل بعض المكتشفات قطعتين معدنيتين تعودان إلى فترات تاريخية مختلفة، ولا ترتبطا باستخدام الموقع كمقبرة.
وتجري حالياً دراسات ما بعد التنقيب لتوثيق الموقع بشكل شامل، بهدف تعزيز الفهم الأكاديمي لطبيعة العدالة في العصور الوسطى، بما في ذلك مكانة الفئات المهمشة، بالإضافة إلى فهم أنماط الحياة في المنطقة خلال الفترتين السكسونية و العصور الوسطى.
تاريخ النشر: 21-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: BBC