- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Phys.org
رؤوس سهام عظمية تكشف عن حرفيي ما قبل التاريخ في الأرجنتين
أتاحت دراسة أثرية جديدة فهماً أكثر عمقاً لعملية تنظيم الحِرف والحياة اليومية في مجتمعات ما قبل التاريخ في الأرجنتين، وذلك من خلال تحليل تقني دقيق لرؤوس سهام عظمية من منطقة سييراس دي كوردوبا.
وقد ركز البحث على فترة ما قبل التاريخ المتأخرة من تاريخ الأرجنتين، أي بين نحو 1200 و330 عاماً مضت، حين اعتمدت المجتمعات المحلية على اقتصاد مرن يجمع بين الصيد وجمع الموارد والزراعة، مع الحفاظ على نمط حياة يتسم بالحركة والتنقل. ورغم شيوع الأدوات العظمية في تلك الفترة، فإن طرق تصنيعها ظلت غير مدروسة بشكل كافٍ لفترة طويلة.
وخلال البحث، أظهر تحليل أكثر من مئة رأس سهم عظمي وجود تسلسل إنتاج واضح ومشترك. فقد صُنعت معظم الرؤوس من عظام طويلة لحيوانات من فصيلة الجمليات، يُرجّح أنها الغواناكو (الغوناق)، التي كانت يتم اصطيادها من أجل الغذاء أولاً، ومن ثم تُستغل عظامها في صناعة الأدوات. حيث كان القدماء يشقون العظام طولياً، ثم يقومون بتسويتها وتشكيلها بالكشط، وأخيراً صقلها للحصول على أسطح ملساء وأكثر مقاومة للعوامل الطبيعية.
وعلى الرغم من أن أغلب الرؤوس كانت بسيطة، فقد حمل عدد محدود منها زخارف محفورة بخطوط أو أشكال هندسية. ويبدو أن هذه الزخارف لم تكن لأغراض عملية، بل ربما استُخدمت للتعبير عن الهوية الاجتماعية. وتشير طبيعة الرؤوس إلى أنها استُخدمت في الغالب لأغراض قتالية أكثر من الصيد.
كما أنه وعلى الرغم من احتفاظ كل قطعة بتفاصيلها الفريدة، إلا أن درجة التماثل في أساليب التصنيع تدل بشكل قاطع على وجود عملية إنتاج محلية وصغيرة النطاق، أي قائمة على الوحدات العائلية وليس على على الورش المركزية. ويرجح العلماء أن مهارات صناعة الأدوات كانت تُنقل داخل الأسرة، ما يعزز دور العائلة كوحدة أساسية للإنتاج في تلك المجتمعات.
وتسهم هذه النتائج في توسيع فهمنا للتقنيات التي طوّرتها مجتمعات ما قبل التاريخ في جنوب أمريكا الجنوبية، خاصة في البيئات التي كانت فيها المواد الحجرية نادرة. كما تمهّد الطريق لإجراء مقارنات مستقبلية مع مناطق أخرى، حيث أدت الظروف البيئية المختلفة إلى ظهور حلول تقنية بديلة في صناعة الأدوات العظمية.
تاريخ النشر: 28-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية
المصدر: Phys.org