- الأخبار الأثرية
-
حقوق الصورة: Marius Fenger, CC BY-SA 4.0, via Wikimedia Commons
الماء والطين يعيدان تشكيل السجل الأثري في موروجوغا
أظهرت دراسة حديثة أن حركة المياه داخل الترب الغنية بالطين يمكن أن تؤدي تدريجياً إلى رفع الأدوات الحجرية نحو سطح الأرض، مما يؤثر في كيفية توزّع المواد الأثرية على سطح بعض التضاريس والمناظر الطبيعية. حيث عد هذه العملية الطبيعية عاملاً مهماً في تشكيل السجل الأثري المرئي.
لقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة Archaeometry، وركّزت على حوض رسوبي غني بالطين يقع ضمن المشهد الثقافي لموروجوغا (حديقة موروجوغا الوطنية) في منطقة بيلبرا بغرب أستراليا، وهو موقع أُدرج حديثاً على قائمة التراث العالمي لليونسكو. والجدير ذكره أن هذه الأبحاث هدفت بشكل رئيسي إلى فهم تأثير تركيب التربة ودورات الرطوبة على حركة اللقى الأثرية وتوزعها عبر الزمن.
ومن خلال تجارب متكررة لرطوبة التربة وجفافها، تبيّن أن أنواعاً معينة من الطين تتمدد عند امتصاص الماء وتنكمش عند الجفاف. وبالتالي تؤدي هذه الدورات المتعاقبة إلى حركة بطيئة لكنها مستمرة داخل التربة، تدفع الأدوات الحجرية إلى الأعلى وتسبب اختلاطها ضمن الطبقات الرسوبية.
استخدمت الدراسة تقنيات متقدمة، شملت تحليل معادن التربة، والتصوير المقطعي، والنمذجة ثلاثية الأبعاد، لتتبع تفاعل المياه مع معادن الطين ورصد حركة اللقى داخل التربة. وأظهرت النتائج أن تراكم الأدوات الحجرية على السطح لا يعكس بالضرورة سياقها الأثري الأصلي، وقد يمثل مواد تعود إلى فترات مختلفة من النشاط البشري.
وتؤكد الدراسة أهمية الجمع بين علوم التربة والجيومورفولوجيا والآثار عند تفسير المشاهد الأثرية والثقافية، ولا سيما في البيئات التي تسود فيها الترب الطينية في شمال أستراليا. كما أنها تبرز أهمية العمل المشترك لفهم التداخل بين العمليات الطبيعية والمعرفة الثقافية في هذا الموقع ذي الأهمية العالمية.
تاريخ النشر: 15-12-2025
ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية