حقوق الصورة: The Portable Antiquities Scheme (CC BY 2.0)

اكتشاف كنز أنغلوسكسوني في شرق إنجلترا

عُثر في شرق إنجلترا على مجموعة استثنائية من الحُلي الذهبية الأنغلوسكسونية، ما يفتح آفاقاً جديدة لفهم الطقوس والممارسات الاجتماعية في بدايات العصور الوسطى.
تتكوّن المكتشفات من أربع قلائد ذهبية مرصعة بالعقيق، إضافة إلى جزء من بروش ذهبي، عُثر عليها على منحدر تل قرب قرية دونينغتون أون باين في مقاطعة لينكولنشير. ويقدر العلماء تاريخ هذه القطع إلى القرن السابع الميلادي، أي قبل نحو 1400 عام، حيث جرى تسجيلها رسمياً ضمن برنامج الآثار المتنقلة في المملكة المتحدة.
وتكمن أهمية الاكتشاف في سياقه غير المألوف. فالحُلي الذهبية المرصعة بالعقيق كانت شائعة بين نساء الطبقات الرفيعة في المجتمع الأنغلوسكسوني، لكنها غالباً ما كانت تُكتشف داخل المدافن. أما في هذه الحالة، فقد وُجدت القطع في أرض مفتوحة دون أي بقايا بشرية أو لقى أخرى مصاحبة لها. كما يظهر عليها آثار استخدام وتلف وتعديلات، ما يشير إلى أنها كانت قديمة بالفعل عند دفنها.
ومن أبرز القطع قلادة على شكل حرف D تتوسطها قطعة كبيرة من العقيق مثبتة في إطار ذهبي على هيئة صدفة، وهو شكل ارتبط في كثير من الأحيان بدلالات رمزية تتعلق بالخصوبة وربما بمعانٍ مسيحية مبكرة. أما القطع الأخرى فهي دائرية الشكل ومزينة بزخارف نجمية وحبيبية، ومن بينها بروش أُعيد استخدامه، وهي ممارسة نادرة جداً لا نجدها إلا في عدد محدود من الأمثلة.
ويقترح الباحثون عدة تفسيرات لطبيعة هذه المجموعة. فقد تكون بمثابة مخزون لحِرفي أو صائغ، حيث جُمعت في فترة كانت فيها موارد العقيق شحيحة، ما شجع على إعادة استخدام الحُلي القديمة. كما يُحتمل أن تكون القطع قد أُخرجت من التداول ودُفنت عمداً ضمن ممارسة رمزية أو طقسية. وهناك احتمال آخر يتمثل في أن تكون هذه الحُلي قد أُخفيت لحمايتها خلال فترة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية.
ويذكر أن شرق إنجلترا شهد خلال أواخر القرن السادس والقرن السابع تحولات كبرى مرتبطة بتغيّر موازين القوى بين الممالك وانتشار المسيحية. وقد تكون المنطقة التي عُثر فيها على الكنز قد تأثرت بهذه التحولات، ما يفسر جمع مقتنيات ثمينة ودفنها بعيداً عن الأنظار.
تتواجد المجموعة اليوم في أحد المتاحف الإقليمية، حيث يتم حفظها ودراستها بوصفها جزءاً مهماً من التراث الأنغلوسكسوني في إنجلترا.

تاريخ النشر: 17-12-2025

ترجمة وتحرير: عبد المنعم سماقية

المصدر: Live Science