الأخبار
الكشف عن تابوت من العصر البرونزي في إنجلترا
كشفت صحيفة Historic England عن تفاصيل اكتشاف رائع جرى أثناء تنفيذ أعمال في بركة ملعب للجولف في يوليو 2018، وهو عبارة عن تابوت خشبي عمره 4000 عام ويبلغ طوله حوالي 3 أمتار في متر واحد، وهو يحوي في داخله رفات رجل دفن مع فأس.
وقد توصل علماء الآثار إلى أن التابوت مصنوع من تجويف جذع شجرة بلوط، مع استخدام النباتات كوسادة يتوضع عليها الجسد، بالإضافة إلى وجود كومة من الحصى فوق القبر. وأشاروا إلى إن مثل تلك الطقوس والممارسات لم تكن تُمنح إلا للأشخاص ذوي المكانة العالية في مجتمع العصر البرونزي.
وبمجرد اكتشاف التابوت، كان هناك سباق من أجل حمايته ومنع تدهوره، حيث إنه ولحسن الحظ كان هناك علماء آثار متواجدين في المنطقة عند حدوث الاكتشاف.
قال الدكتور هيو ويلموت، كبير المحاضرين في علم الآثار التاريخي الأوروبي في جامعة شيفيلد، "لحسن الحظ عندما تم العثور على التابوت، كنت أنا وفريق من الموظفين والطلاب من قسم الآثار نقوم بالتنقيب والتدريب في مكان قريب".
"لقد كانت تجربة تعليمية رائعة بالنسبة لطلابنا، حيث قدمت لهم فرصة لمعرفة ما يمكن تحقيقه في وقت قصير، وأنا سعيد للغاية لأننا تمكنا من المساعدة."
وتعتبر الفأس المكتشفة من الأشياء النادرة للغاية، خاصةً لأن ساقها الخشبي بحالة جيدة جداً وكذلك رأسها الحجري. إنها واحدة فقط من بين 12 فقط تم اكتشافها في بريطانيا، حيث يعتقد علماء الآثار أنها كانت رمزاً للسلطة أكثر من كونها أداة ذات استخدامات عملية.
ويعد التابوت المكتشف واحداً من حوالي 65 تابوتاً معروفاً في بريطانيا، وقد تم نقله، بعد عام في التخزين البارد، إلى York Archaeological Trust، حيث سيخضع للمزيد من أعمال المعالجة والحفظ.
وقد أشار إيان بانتر، رئيس قسم الترميم في York Archaeological Trust، إلى إن فريقه لديه خبرة في معالجة وصيانة المكتشفات الأثرية المشبعة بالمياه، حيث قال "نأمل في إعادة الفأس إلى حالته الأصلية في غضون 12 شهراً، أما التابوت، ونظراً لحجمه سيستغرق عامين على الأقل لمعالجته بالكامل".
وبمجرد اكتمال تلك العمليات، سينتقل التابوت إلى متحف المجموعة في لينكولن.
من جهتها قالت ليندسي كاوري، المستشارة التنفيذية للثقافة في مجلس مقاطعة لينكولنشاير، إنه اكتشاف مثير بالنسبة للمقاطعة، وأنه لا يسعها الانتظار لرؤيته في مجموعة المتحف.
وأضافت "إن الحفاظ على الفأس والمقبض وأخشاب التابوت، لأمر مذهل، ونحن نتطلع إلى أن نكون قادرين على مشاركة قصة هذا الاكتشاف ونتائج تحليلاته العلمية، مع كل من الباحثين وزوار المتحف، وذلك حالما تنتهي عملية معالجة المكتشفات وحفظها، وتصبح جاهزة لجلبها إلى لينكولن، حيث سنتمكن من عرض هذه الاكتشافات المهمة أمام جميع الأجيال القادمة ".
لقد تم تمويل عملية معالجة التابوت، لمنعه من الانهيار والتآكل بعد تعرضه للشمس والهواء، بحوالي 70 ألف جنيه إسترليني عبر منحة مالية من Historic England.
تجدر الإشارة إلى التابوت اكتُشف في نادي Tetney للغولف بالقرب من مدينة غريمسبي، حيث أشار مالك النادي، مارك غاسويل، إلى إن عائلته كانت تمارس الزراعة هناك لسنوات قبل افتتاح ملعب الجولف.
وقال: "لم أتخيل قط أن هناك عالماً كاملاً مدفوناً تحت الحقول، إنه لأمر مدهش كيف حافظت الفأس على حالتها جيداً، ومقبضها لا يزال هناك كأنما تم صنعه بالأمس. بكل الأحوال سيكون لدينا صورة جميلة لها نعرضها على جدار النادي ".