الأخبار
اكتشاف جمجمة عمرها 4 ملايين عام في أثيوبيا
من خلال محاولته للحصول على وظيفة ضمن فريق الباحثين عن المستحاثات الأحفورية، عمل أحد الرعاة في شمال شرق إثيوبيا على مراقبة المنقبين والتعلم منهم. وبينما كان يحفر حفرة صغيرة يضع فيها ماعزاً صغيراً بغرض حمايته من قطعان الضباع، لاحظ وجود أسنان بارزة من الرمال فقام بسحبها ليستخرج قطعة كاملة من عظم الفك تعود لجمجمة من فترة ما قبل التاريخ. ثم قام بأخذها إلى قائد الفريق، عالم الحفريات الإثيوبي يوهانس هيلا سيلاسي من متحف كليفلاند للتاريخ الطبيعي في أوهايو.
وبعد أن قام الفريق بالحفر ونخل الرواسب، اكتشفوا جمجمة كاملة تقريباً تعود لأقدم عضو من أعضاء الجنس الذي أدى في النهاية إلى ظهور جنسنا الحالي.
بعد 3 سنوات من التحليل، قام الباحثون بتأريخ الحفرية إلى 3.8 مليون عام وحددوها على أنها أوسترالوبيثيكوس أنامنسيس، وهو نوع كان يُعتقد ومنذ فترة طويلة أنه سلف مباشر لأنواع "لوسي" الشهيرة (أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس)، هذا الاعتقاد الذي أصبح اليوم خاضعاً للجدل.
ويشيد الباحثون بهذا الاكتشاف باعتباره واحداً من أهم اكتشافات الأسلاف البشرية منذ عقود. يقول كارول وورد، عالم التشريح التطوري في كلية الطب بجامعة ميسوري في كولومبيا: "إنه اكتشاف مذهل". "كان هناك العديد من الفرق - بما في ذلك فريقي - تبحث عن جمجمة أسترالوبث مثل هذه، لكن هذه هي العينة التي كنا ننتظرها."
حيث يرجع سبب الاهتمام بهذا الاكتشاف إلى أنه الآن يمكننا القول إن الأنامنسيس والأفارينيسيس كانا متعاصرين زمنياً. وبالتالي لم يتطور النوع اللاحق عن النوع السابق مباشرة، كما كان يعتقد سابقاً.
فالمستحاثة المكتشفة حديثاً تحمل بعض الأجزاء التي وجدت في جمجمة من جنس الأنامنسيس. وهي جمجمة اكتشفت سابقاً ويبلغ عمرها 3.9 ملايين سنة. أما اليوم فيستطيع العلماء أن يروا بوضوح أنها في الواقع عبارة عن بقايا الأفارينيسيس، مما يؤكد أن أصل هذا النوع يعود فترة أكثر قدماً في الماضي، وأن النوعين تعاصرا معا في فترة لا تقل عن 100000 سنة.
إن ما حدث على الأغلب هو أن مجموعة من الأنامنسيس قامت بعزل نفسها عن البقية، ثم تطورت بشكل مستقل عبر الزمن كي تتحول إلى أفارينيسيس نتيجة تكيفها واستجابتها للظروف المحلية، حيث استمرت المجموعتان بالعيش سوية لفترة قبل اختفاء بقايا الأنامنسيس.
ترجع أهمية تلك النتيجة إلى أنها تشير إلى احتمالية حدوث تزامن مع أنواع أخرى متقدمة من القردة الشبيهة بالإنسان، وهذا يعني أنه هناك عدة مسارات محتملة للتطور الذي أدى إلى ظهور الإنسان الأول، وليس مساراً واحداً كما كان يُعتقد سابقاً.