الأخبار
اكتشاف ورشة لتصنيع الأحجار الكريمة في الكويت
عثر علماء آثار من سلوفاكيا خلال مهمة بحثية في جزيرة فيلكا الكويتية على مجموعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات والحاويات المصنوعة من الزجاج النادر وغيرها من المكتشفات التي تعود للمذهب النسطوري (مذهب مسيحي انتشر منذ القرن الرابع الميلادي في السواحل الشرقية للخليج العربي).
وقد قام علماء من المعهد الأثري لأكاديمية العلوم السلوفاكية بالتعاون مع المتحف الوطني الكويتي بفحص دقيق لمجمع المباني المكتشفة. حيث تم اكتشاف أكثر من 140 مبنى من ضمن مستوطنة (القصر) التي تعود للفترة بين القرنين السابع والثامن الميلاديين.
ولا يقتصر دور المباني المكتشفة على السكن فقط، بل قام السكان القدامى أيضاً بتربية الماشية وحفظ الحبوب ومعالجتها من الحقول المحيطة وغيرها من الحرف اليدوية بما في ذلك معالجة الأحجار الكريمة.
وقد قال كارول بيتا رئيس الأبحاث "لقد تم الحفاظ على مجموعة واسعة من الأحجار الكريمة الخام داخل المجمع، والتي معظمها من الجمشت (حجر كريم بنفسجي) ومصدره المحتمل هو سريلانكا مما يدل على مدى اتساع نطاق التجارة".
كما أضاف "إن هذا الاكتشاف يتوافق مع السمات المعاصرة للمجتمع المسيحي النسطوري الذي قام بنشر المسيحية شرقاً إلى الهند والصين، ولكن في الوقت نفسه كانوا أيضاً من التجار والحرفيين المهرة بالإضافة إلى ممارسة مهنتي الصيد وتوزيع اللؤلؤ".
لقد عثر علماء الآثار على خمس كيلوغرامات من المواد الخام التي تم استخدامها لإنتاج المجوهرات. حيث كان حجر الجمشت هو النوع الأكثر طلباً في ذلك الوقت.
حيث قال بيتا "لقد حققت هذه المجوهرات نجاحاً كبيراً وبفضل التجارة التي تدفقت من الشرق إلى الغرب تمكنت من الوصول إلى عمق أوروبا".
ويعمل علماء الآثار السلوفاكيين في الكويت على فترات منذ عام 2004. وخلال موسم البحث لهذا العام، وجدوا العديد من السيراميك والجرار الزجاجية المزينة وأواني من الزجاج السوري والمصري النفيس، وغيرها من المواد المزخرفة ومواد الاستخدام اليومي، وكذلك عظام الحيوانات التي سيتم تحديد عمرها بدقة عن طريق الكربون المشع.