- الأخبار
-
حقوق الصورة: Bequest of Edith Aggiman, 1982/Metropolitan Museum of Art
الأختام الأسطوانية في بلاد الرافدين هي أولى التواقيع في العالم
قبل آلاف السنين من ظهور التواقيع الحديثة والمعرّفات الرقمية، استخدم سكان بلاد الرافدين الأختام الأسطوانية لتأكيد الملكية وتوثيق المعاملات والتعبير عن الهوية الشخصية.
تعود هذه الأختام إلى أكثر من ستة آلاف عام، حيث كانت تُنقش بدقة على أحجار كريمة أو شبه كريمة مثل اللازورد والعقيق والكالسيدوني، ثم تُدحرج فوق الطين الرطب لتترك نقشاً فريداً يمثل توقيع صاحبها. لقد كانت النقوش تُنفّذ وتُحفر بالعكس لتظهر صحيحة عند استخدامها.
لم تكن الأختام مجرد أدوات إدارية آنذاك، بل كانت رموزاً لهوية أصحابها، إذ تضمنت نقوشها أسماءهم ومهنهم وصلواتهم، وصوّرت مشاهد من الأساطير والطقوس والحياة اليومية. وكان نوع الحجر المستخدم يعكس المكانة الاجتماعية، فالنبلاء والكهنة مثلاً استخدموا الأحجار النفيسة، بينما لجأ عامة الناس إلى الطين أو الحجر الجيري.
كان نقّاشو الأختام في ذاك العصر فنّانين متخصصين يجمعون بين الحرفة والرمز. وكان فقدان الختم يُعد نذير شؤم لصاحبه، إذ كان بمثابة جزء من هويته.
تُعد الأختام الأسطوانية أصل مفهوم التوقيع، حيث امتزج فيها الفن بالدين والإدارة لتؤسس لفكرة الهوية الشخصية التي ما زالت ترافق الإنسان حتى عصر التواقيع الإلكترونية.
تاريخ النشر: 03-11-2025
المصدر: The Conversation